مركبة "كيوريوسيتى روفر" اثناء هبوطها على المريخ Credit: NASA/JPL-Caltech/Univ. of Arizona |
هبط المسبار "كيوريوسيتى - curiosity" الفضول, التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا على المريخ اليوم 6 اغسطس الساعة الخامسة صباحا بتوقيت جرينتش بمتابعة من القمر الصناعى متتبع المريخ التابع لناسا.
المريخ انه الكوكب الأحمر الذي شكل المكان الذي ينجح فيه الأمريكيون ويفشل الآخرون، وهو المكان الذي شهد دمج أحدث تقنية وصل اليها الإنسان وأقدم تقنية عرفها ألا وهي الحبال.
ولعل أهم مرحلة في المركبات التي تتغلب على الجاذبية هي مرحلة الهبوط (وهذا الأمر معروف في عالم الطيران) والمشكلة على المريخ أن الغلاف الجوي قليل السماكة والكثافة، وبالتالي يعرقل عملية تخفيض السرعة والمطلوب الحصول على أفضل طريقة آمنة للهبوط بنسبة خطأ تصل الى الصفر قدر الإمكان.
Image credit: NASA/JPL-Caltech/MSSS |
وقد ذكرت وكالة ناسا إن مسبار "كيوريوسيتي روفر" الفضائي الأمريكي حط بسلام على سطح المريخ بعد رحلة لمسافة 570 مليون كلم نحو المريخ على متن المركبة الحاملة له, وقد هبط المسبار بنجاح فى المنطقة المخصصة لهبوطه والمعروفة بفوهة جيل أو "جيل كراتر"Gale Crater وهي فوهة عملاقة يبلغ عرضها 170 كيلومترا وتشكلت منذ 2.5 مليار سنة بسبب نيزك ضخم، ونفذت العملية بدقة فائقة، وقد أرسل المسبار بعض الصور لسطح المريخ للمنطقة المحيطة بمكان هبوطه بالقرب من جبل شارب Mount Sharp على المريخ الذى يظهر فى معظم الصور إلى مختبرالدفع النفاث التابع للوكالة في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا, لكن الهدف الرئيسى من انزال كيوريستى على المريخ هو دراسة التربة والسطح والبحث عن حياة بكتيرية او ميكروبية وليس التقاط الصور.
ويتم تحريك المسبار بواسطة محرك نووي، وتم تزويده بـ 10 أجهزة علمية، بما فيها جهاز نيترونات ديناميكي روسي الصنع تم تصميمه في مختبر أشعة جاما التابع لمعهد البحوث الفضائية الروسي.
ويستخدم الجهاز لقياس كمية الماء تحت سطح تربة الكوكب الأحمر بدقة متر واحد وتحديد المناطق التي تحتوي على قدر أكبر من المياه على طول مسار المسبار، ونزل المسبار إلى المريخ مثلما ينزل عنكبوت معلق بالخيوط، وتحتاج الإشارة اللاسلكية الي 14 دقيقة للوصول للأرض.
ويستخدم الجهاز لقياس كمية الماء تحت سطح تربة الكوكب الأحمر بدقة متر واحد وتحديد المناطق التي تحتوي على قدر أكبر من المياه على طول مسار المسبار، ونزل المسبار إلى المريخ مثلما ينزل عنكبوت معلق بالخيوط، وتحتاج الإشارة اللاسلكية الي 14 دقيقة للوصول للأرض.
اول صورة يلتقطها روفر لسطح المريخ Image credit: NASA/JPL-Caltech |
ووصفت ناسا عملية المناورة والهبوط التي ستقوم بها المركبة الجوالة على المريخ بأنها "7 دقائق من الرعب"، وقال المهندس أدام ستيلتزنر: "في بعض الأحيان، عندما ننظر إلى الأمر فإنه يبدو جنونياً"، على ارتفاع 7 أميال عن سطح المريخ، وبسرعة 1000 ميل في الساعة تم إطلاق المظلة "الباراشوت".
اولى الصور الملونة التى ارسلتها مركية كيوريوستى لسطح المريخ AP PhotoNASA |
هذه المظلة هي أقوى مظلة يتم تصنيعها على الإطلاق، من أجل خفض سرعة المركبة بصورة كبيرة، وعلى ارتفاع ميل واحد من السطح جرى طرح المظلة وعملت 6 محركات على خفض سرعة المركبة إلى 1.7 ميل في الساعة، وبعد أن اردت إثر اصطدامها بأرض الكوكب مسافة 20 متراً،عملت رافعة على إنزال "كيوريوسيتي" على سطحه بواسطة 3 حبال من النايلون.
وقالت وكالة "ايتار ـ تاس" عن ايغور ميتروفانوف، رئيس مختبر مطياف غاما الفضائية في معهد البحوث الفضائية التابع لاكاديمية العلوم الروسية، صانع جهاز البيدو النيوترنات الدينامي، قوله أنه "سنستطيع بواسطة المدفع المولدة، الذي صممه معهد دوخوف للاجهزة الاوتوماتيكية والكواشف، التي صنعها معهد البحوث الفضائية، دراسة التركيب النووي لتربة المريخ على عمق متر، مما يتيح للجيولوجيين تحديد نسبة الماء في التربة ومعرفة التركيبة المعدنية للكوكب الاحمر".
وقال ميتروفانوف موضحا جوهر التجربة ان "مولدة النيوترونات المثبتة اسفل المركبة المريخية ستطلق بايعاز من الارض نيوترونات على سطح المريخ، وتطلق المولدة خلال ميكروثانية 10 ملايين نيوترون، ومن ثم تبدأ بالخروج من تحت السطح. وتقوم الكواشف بتسجيل اشعاعات النيوترونات الخارجة على مدى عدد من المليثانية.
وسيتسنى لنا كما في اشعة رونتجن، تحديد تركيبة التربة في هذه النقطة او تلك على امتداد مسار النيوترونات، وفق الحزم والطاقة التي ستخرج بها من تحت السطح" واكد انه "استخدمت في صناعة جهاز الالبيدو احدث التكنولوجيات في مجال صناعة الاجهزة الفضائية والفيزياء النووية، التي تتوفر حاليا لدى روسيا".
كيوريوسيتى يلتقط صورة ل (جبل شارب - Mount Sharp) الغامض على المريخ ويبلغ ارتفاعه 3 اميال/5 كيلومتر Image credit: NASA/JPL-Caltech |
الهدف الأساسي للمجس كيوريوسيتى هو البحث عن الحياة الجرثومية الدقيقة ودراسة بيئة المريخ في الماضي، وستستمر مهمته سنتين، وتعتمد العربة على الطاقة النووية لتحويل كمية صغيرة من حرارة البلوتونيوم الى كهرباء باستطاعة 110 واط بشكل دائم على مدار العام دون حاجة للنوم والإستيقاظ وطبعا بدون أي مشاكل من أجزاء متحركة كما في حالة استخدام الطاقة الشمسية، والمختبر مجهز بذراع متحركة طولها 2.1 متر قادرة على حفر خمسة الى ستة سنتمترات في الصخر وهي سابقة على كوكب المريخ، التكلفة وصلت الى 2.5 مليار دولار من بينها 1.8 مليار لتطويره وساهم فيه 5000 فرد من 40 شركة و9 دول، ويكافئ عمله امكانيات 200 باحث، مكان الهبوط يسمى Gale Crater.