عندما اقترب المجس الأمريكي "دون" أي الفجر Dawn من سطح الكويكب الضخم الشهير "فيستا" Vesta Asteroid في تموز/يوليو من العام الماضي 2011 توقع علماء الفلك في ناسا ظهور مفاجئات عن الكويكب لم يكن أحد يتوقعها، لكن المفاجأة التي كشف عنها المجس "دون" فاق كل التوقعات، حيث لم يكن أحد يتوقع وجود جبل على سطح الكويكب أعلى من قمة "افرست" Everest وهي أعلى قمة على سطح الكرة الأرضية بمرتين ونصف!
إن هذه المفاجأة على ما يبدو قد جعلت علماء الفلك يمسكون ببداية الخيط لحل لغز دام طويلا، وهو كيف أن بعض القطع انفصلت من الكويكب فيستا وسقطت على الأرض على شكل نيازك.
خلال السنوات الماضية، كان علماء الفلك يجمعون النيازك الساقطة على الأرض معتقدين أنها جاءت من الكواكب العملاقة أو من مخلفات المجموعة الشمسية، لكن بعض هذه النيازك الضخمة التي عثر عليها بالقرب من "القرية الإفريقية" African village of Bilanga Yanga بعد أن شاهد السكان سقوط "كرات نارية" fireballs في شهر أكتوبر 1999، وسبق أن سقطت نيازك أخرى بالقرب من مدينة "ملبيليلي" Millbillillie الأسترالية في أكتوبر 1960 م، لم يكن أحد يتوقع أن مصدر هذه النيازك هو الكويكب "فيستا" نفسه.
يقول الفلكي "كريس راسل" Chris Russell من مشروع المجس الأمريكي "دون" ربما نتجت هذه النيازك من خلال انفصال كتل من الكويكب فيستا في المراحل الأولى من عمر المجموعة الشمسية حيث كان الكويكب كتلة حارة جدا ومادته عجينية الشكل، وبسبب تأثير الجاذبية حدث نتوء في الكويكب مما شكل هذا الجبل الشاهق وانفصلت عنه الكتل التي شكلت النيازك التي سقطت على الأرض فيما بعد. وللتأكد من أن هذه النيازك مصدرها الكويكب "فيستا" يستعد علماء الفلك في المشروع لدراسة كيمياء الصخور في المنطقة القريبة من الجبل على "فيستا" ومقارنتها بكيمياء النيازك التي سقطت على الأرض، والتي يتوقع أنها قطع انفصلت عن الكويكب نفسه.
ظهر سطح الكويكب "فيستا" كما صوره المجس "دون" مليئا بالحفر والفوهات، وهي ناتجة عن ضربات النيازك والصخور السابحة في الفضاء منذ مليارات السنين، خاصة في المراحل الأولى من تشكل الكويكب أي مع تشكل المجموعة الشمسية، ومن خلال هذه الفوهات وتوزيعها يمكن لعلماء الفلك المختصون بجيولوجيا المجموعة الشمسية أن يخمنوا عمر الكويكب وتاريخ تشكل الفوهات ومعالم السطح الأخرى.